z
بمناسبة ان الرئيس مبارك يتجه إلى الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة خلال مؤتمر "الوطني
" وطبعا ترشيح جمال مبارك وذلك ما نشرته جريدة المصريون
جانى على الجى ميل هذا المقال ولكنه طويل جدااااا لذلك اخذت من اجزاء هل تعرفون أنني مريض في نهايات أيام حياتي، وليس في مصر نائب للرئيس أو واحد من الثمانين مليونا يستحق
أن يقف على يميني، ففرضت عليكم ابني،
ونزعت من تاريخكم المقبل أي فرصة لمحاكمة جرائم عهدي، وأن أموال قناة السويس والبترول والسياحة وتحويلات المصريين في الخارج والدعم المالي
كلها ذهبت في بطون رجالي وأولادي،
لكنكم تنظرون ببلاهة منقطعة النظير وأنا أنزع اللقمة من أفواه فلذات أكبادكم؟
*********************************
أريد أن أقول لزملائي الطغاة بأنني قوي أمام عشرين ألفا أو ثلاثين ألفا من ثمانين مليونا،
لكن المفاجأة كانت دائما تعقد لساني وتلجمه، فلو أحرقتكم جميعا في مسرح، أو وضعتكم في قطارات الصعيد وأشعلت فيها النار،
أو حشرتكم في بواخر تلقيكم لأسماك القرش
لكان اهتمام الأحياء منكم وأهليكم على حضور مباراة كرة القدم أهم وأكثر اثارة.مئات الآلاف منكم يقرأون
( الدستور ) و ( الفجر ) و ( المصري اليوم ) و ( العربي الناصرية ) و( الوفد ) و ( الغد ) وآلاف المواقع على النت ..
وغيرها، ويسمعون، ويشاهدون، ويعرفون تفاصيل التفاصيل لجرائم يحسدني عليها طغاة آخرون،
ولكن الكلمة أصبحت عبثا، والحقيقة المُرّة لا تحرك ساكنا،
والوقوف أمام الخالق، عز وجل، لا يلمس موضع الايمان بالانسان وحريته وكرامته ونفخة الروح المقدسة فيه
.حدثت ابني جمال وسألته عن امكانية حفر مقبرة جماعية تسع عدة ملايين لتسهيل عملنا،
فقال بأنه سيتولى هذا الأمر بعد تسلمه العرش رسميا،
ثم ابتسم لي قائلا: ما رأيك، أبي العزيز، في مقبرة أضع فيها ثمانين مليونا
دون أن يرفع أكثر من مئة منهم أصواتهم بالاحتجاج؟
*************************************
أيها المصريون،
لماذا لا تغلقون المساجد والكنائس والمدارس والجامعات ومراكز البحث
والمكتبات والمطابع والصحف والدوريات والفصليات
ومعاهد الفنون والآداب،
فكل هذه الأشياء تقف عاجزة عن تحريك النفس المصرية ناحية الخير والتمرد والغضب ورفض الكرباج ومناهضة سجّانها وتنظيف روحها التي لم تعد لها صلة بالسماء أو بخالق السماء والأرض؟
بعد دقائق قليلة سيزيح كل منكم هذه الورقة جانبا،
وربما يسب ويلعن في كاتبها متناسيا أنني
أنا الذي أبصق في وجوهكم صباح كل يوم حزين على مصركم في ربع قرن
وأقول : يا ولاد الكلب!إنني غاضب وحزين لأن أقفيتكم ترهق كفي الغليظة،
وقد جعلت بلدَكم في آخر ذيل الأمم المتخلفة، وسرق الآخرون منها كل أدوارها الأدبية والفنية والاعلامية والوطنية والقومية والانسانية والدولية،
ومع ذلك فلم تحرك المصريين قيمةٌ دينية أو روحية أو انسانية أو مصرية أو عربية ليعلم الآخرون أنكم مازلتم على قيد الحياة، ولو كانت موتاً في صورة حية.العصيان المدني هو ثورة الشرفاء على طاغيتهم،
لكنكم ومعكم كل القيادات الفكرية والثقافية والاعلامية والأكاديمية والطلابية والعمالية ترفضونه لأنه سيحرركم مني،
وأنتم تستعذبون مهانة الذل في عهدي وعهد ابني.بحثت عن أبطال العبور، ورجال مصر الشجعان، ولواءات المخابرات والجيش وأمن الدولة، وعن الذين يعرفون تفاصيل جرائمي في ربع قرن والتي يشيب لها شعر الجنين، ولا يزال البحث جاريا عن بطل منكم يرفض لسعة الكرباج
.أيها المصريون
،لو علمتم ما سيفعله ابني بكم في عقود قادمة
لاخترتم الموت انتحارا أو غرقا أو حرقا، فترقبوا ألسنة الجحيم التي يُعِدّها لكم زعيمكم الشاب القادم.الآن يمكنكم أن تدافعوا عن كرامتكم ضد كاتب هذه الرسالة،
وتقولوا له بأن السيد الرئيس لم يتلفظ بكلمة .. يا ولاد الكلب، ولكنكم كاذبون فقد سمعتموها مني آلاف المرات حتى لو لم تخرج من بين شفتي علانية.
إنها ليست كلمة، لكنها دستور قمت بتعديله أمام أعينكم
محمد عبد المجيد رئيس تحرير مجلة طائر الشمال أوسلو النرويج